تشكل الشريعة الإسلامية أساسا ومنطلقا لأعمال وسياسات وتوجهات البنك الإسلامي الفلسطيني، ويعمل على الامتثال لأوامرها التي تحث على مد يد العون والمساعدة للآخرين، وعلى القيام بدور فاعل في المجتمع، سعياً لبناء وطن قوي وطمعا فيما عند الله، لقوله تعالى "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (التوبة: 71).
وتقوم استراتيجية البنك في المسؤولية المجتمعية على خلق أثر إيجابي ومستدام من خلال الدعم الذي يقدمه، وانسجاماً مع ذلك استهدفت خطته تنفيذ مشاريع تركز على القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم بما يشمل دعم المؤسسات التعليمية وتشجيع البحث العلمي لما يشكله ذلك من أساس لتحقيق التنمية المستدامة، إلى جانب دعم الفئات المهمشة ومحاولة تحسين ظروف معيشتها.
يؤمن البنك بأن الاستثمار في الفرد أساس لتحقيق التنمية، لذا قام بدعم العملية التعليمية بكافة مراحلها على مختلف الأصعدة، وقدم دعمه لعشرات المؤسسات التعليمية في مختلف أنحاء الوطن.
ولتحسين جودة مخرجات العملية التعليمية قدم البنك أشكالا مختلفة لدعم البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، فقام بتوقيع اتفاقية مع مؤسسة التعاون لإنشاء غرف صفية في مدرسة نور القدس في مدينة القدس، بالإضافة لتسديد أقساط الطلبة المحتاجين في مدارس ورياض الأقصى الإسلامية في مدينة القدس، ودعم اتحاد موظفي وكالة الغوث في قطاع غزة، وتوفير احتياجات عشرات المدارس في مختلف محافظات الوطن من تركيب وحدات لإنتاج الطاقة بالاعتماد على الطاقة الشمسية، إضافة إلى مظلات لحماية الطلبة من المطر وحرارة الشمس، وتوفير القرطاسية وأجهزة العرض وتطوير الغرف متعددة الأغراض ومختبرات الحاسوب المدرسية وإعادة تأهيل بعض الصفوف والمرافق الصحية وتأمين المصاريف التشغيلية لمدارس أخرى.
اهتمام البنك الإسلامي الفلسطيني بتطوير العقول، لم يجعله يغفل عن العناية بالأجسام، فخصص جزء كبيرا من ميزانية برنامجه للمسؤولية المجتمعية لدعم القطاع الصحي، فواصل دعمه لبنك الدم في الضفة وغزة كما قدم دعماً لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس، وللعديد من الحالات الإنسانية المصابة التي تتلقى العلاج لدى المركز الفلسطيني للقدم (السكري) في غزة، إضافة لدعم عدد من المراكز الطبية لا سيما في المناطق المهمشة، وقام بتوفير احتياجات مراكز أخرى.
وفي سبيل التخفيف عن كاهل مرضى السرطان ووقوفا إلى جانبهم قام البنك بتغطية تكاليف تنقلات مرضى السرطان من قطاع غزة إلى مستشفيات الضفة الغربية والداخل، كما قام بالعمل على دعم تدريب 60 سيدة من مريضات السرطان في غزة بهدف تمكينهن اقتصاديا، إلى جانب توفيره لجزء من احتياجات مؤسسات رعاية مرضى السرطان في الخليل.
بالإضافة للمشاريع التي نفذها البنك لدعم قطاعي الصحة والتعليم اللذان يشكل تطورهما أساساً لتحقيق التنمية المستدامة، عمل البنك على دعم أكثر من 18 من الهيئات المحلية والمؤسسات التنموية وذلك للدفع بجهودها في عملية التطوير والبناء والارتقاء بالخدمات التي تعمل على تقديمها للمواطنين،
كما عقد البنك عشرات الشراكات الفاعلة مع المؤسسات الوطنية المتخصصة في العمل الصحي والتعليمي والرياضي والتنموي والإغاثي، وقدم دعماً لتمكين المقدسيين من خلال مؤسسة فجر القدس.
واستمراراً لجهود البنك بدعم المناطق الأقل حظاً وخاصة في قطاع غزة، أطلق مشروعاً لإنشاء 8 محطات لتحلية المياه موزعة في أنحاءٍ مختلفة من القطاع، وجرى انجاز 5 منها، فيما الانتهاء من تنفيذ أعمال المحطات المتبقية مع بداية العام 2020، وتشكل هذه المحطات جزءاً من جهود البنك لتحقيق التنمية المستدامة من خلال توفير ما يحتاجه المجتمع تحقيقاً للمقاصد الشرعية التي ينطلق منها في عمله بالمساهمة في توفير ظروف حياة كريمة لأفراد المجتمع.
وضمن جهوده لبناء شراكات فاعلة مع القطاعات الأخرى، عمل البنك على تقديم الدعم لبناء منجرة لقواتش الأمن الوطني في نابلس، حيث تستخدم هذه المنجرة في انتاج الأثاث للأسر المحتاجة المستفيدة من المشاريع الخيرية والاغاثية التي تنفذها اللجنة العلمية لقوات الأمن الوطني.
امتثالا لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم" مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ بِالْحُمَّى، وَالسَّهَرِ" قام البنك بالتعاون مع اللجنة العلمية في قوات الأمن الوطني وبرنامج فلسطين الخير بإعادة تأهيل منزلين لعائلتين في الخليل وقلقيلية، مما منح أطفال العائلتين بيئة آمنة ووفر لهم أجواء إيجابية، كما قام بافتتاح مشروع صغير لأسرة مكونة من 6 أفراد والأب والأم الذين يعانيان من أمراض مزمنة وذلك لتوفير دخل يضمن للأسرة حياة كريمة.
كما أطلق البنك خلال شهر رمضان مشروع "إفطار صائم" الذي وفر أكثر من 3000 وجبة إفطار للأسر المحتاجة.
يعتبر البنك دعم ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن أولويات برنامجه للمسؤولية المجتمعية، حيث واصل دعم المؤسسات المعنية بمساعدتهم في مختلف المحافظات، وذلك لتمكينها من تطوير الخدمات المقدمة لهم ومساعدتهم على تحقيق ما يصبون إليه، وتعزيز اندماجهم في المجتمع.
كما وفر البنك عددا من الكراسي الكهربائية لذوي الإعاقة في محافظة رام الله والبيرة، إضافةً لسيارة مخصصة لتنقلاتهم في محافظة الخليل.
ويحرص البنك على مواءمة معاملاته وخدماته المالية لتتناسب مع ظروفهم، حيث كان له السبق في إدخال لغة الإشارة للمعاملات المصرفية وتوفير قسائم السحب والإيداع بلغة بريل، إلى جانب مواءمة مداخل فروعه لتلائم احتياجاتهم.
في إطار مساعي البنك الدؤوبة لدعم تحقيق التنمية المستدامة، انضم إلى الميثاق العالمي للتنمية المستدامة للأمم المتحدةUN Global Compact وكان أول مؤسسة إسلامية فلسطينية توقع على هذا الميثاق الذي يعد من المبادرات التي أطلقتها الأمم المتحدة لتشجيع الشركات على مستوى العالم في اعتماد سياسات مستدامة ومسؤولة مجتمعياً، من خلال مواءمة عملياتها واستراتيجياتها حسب عدة مبادئ تحظى بقبول عالمي في مجال حقوق الإنسان والعمل والبيئة ومكافحة الفساد، كما تعتبر أكبر مبادرة استدامة نظراً لاشتراك أكثر من 13,000 جهة حول العالم فيها.
كما شكل الانضمام لهذا الميثاق تأكيداً على حرص البنك على تطبيق أفضل الممارسات في مجال العمل والاستدامة وحماية البيئة وتحسين الظروف المعيشية لأفراد المجتمع وغيرها من الجوانب التي يركز عليها الميثاق، مؤمناً بدوره وقدرته على خلق أثر إيجابي هام في هذا المجال، من خلال تطوير سياساته وبرامجه باستمرار والعمل على دمج مفهوم الاستدامة في كافة نشاطاته، وذلك استكمالاً للسياسات التي اتبعها على مدار سنوات فيما يتعلق بتحسين البيئة وحمايتها من خلال الاعتماد المتزايد على الطاقة النظيفة والاتجاه نحو الرقمنة والقنوات الإلكترونية مما يسهم في تقليص حجم الأوراق المستهلكة إلى جانب إنشاء محطات تحلية المياه.
لم يقتصر توجُه البنك لدعم قطاع التعليم على تقديم الدعم للمؤسسات التعليمية إنما واصل الدفع بجهود البحث العلمي في فلسطين والذي يشكل مساراً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة، حيث قام بإطلاق جائزة البنك الإسلامي الفلسطيني للبحث العلمي" بالتعاون مع جامعة بوليتكنك فلسطين وذلك للعام الخامس على التوالي، وتشرف عليها لجنة من مكونات البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية التي وضعت معايير وشروط محددة لاستقبال الطلبات للراغبين في التنافس للحصول على الجائزة.
وتتكون الجائزة من ست فئات، وتُمنح للفائزين تقديرًا لمساهمتهم في تقديم إضافة علمية أو تقنية بارزة في إطار بحث علمي أو أكثر منشور في مجلات علمية عالمية ذات تصنيفٍ عالٍ، وتوزع الفئات الثلاث الأولى على مستوى الوطن كما يلي:
أما الفئات الثلاثة الأخرى فتمنح على مستوى جامعة بوليتكنك فلسطين كما يلي:
وتوج البنك دعمه للبحث العلمي بتوقيع اتفاقية تعاونٍ لدعم البحث العلمي مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تشمل إطلاق “جائزة البنك الإسلامي الفلسطيني للبحث العلمي لعام 2020”، والتي ستقوم الوزارة بتنظيمها والإشراف عليها، إضافة لتنظيم مجموعة ورش لتشجيع البحث العلمي، وتزويد الباحثين ببعض المهارات المطلوبة في هذا المجال على يد متخصصين تختارهم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وستسهم الجائزة في دفع الباحثين لتطوير أبحاثهم وعكسها على جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية بما يشكل أساساً علمياً للمضي في عملية التنمية المستدامة على أرض الواقع.
يعتمد البنك منذ العام 2014 بشكل متزايد على مصادر الطاقة النظيفة في الحصول على الطاقة اللازمة لأداء نشاطاته، وذلك انطلاقا من اهتمامه بالمحافظة على البيئة ورعايتها وامتثالاً لقوله تعالى ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: 56]، وبلغ أثر تدخلاته على البيئة في عام واحد ما يعادل زراعة 500 فدان من الأشجار (2,100 دنم).
ويقوم البنك بالاهتمام بالبيئة عبر ستة محاور رئيسية هي:
وقد بلغ عدد المواقع المستفيدة من نظام الطاقة الشمسية 15 فرعا ومكتبا، ويبلغ معدل الإنتاج لهذه المواقع 1.6ميغاوات من الكهرباء يومياً بما يعادل 600 ميغاوات من الكهرباء سنوياً، مما يسهم في توفير بيئة ملائمة خالية من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون من جراء تشغيل المولدات، وتقدر انبعاثات الغازات الضارة والتي تم تجنبها باستخدام الطاقة البديلة سنويا كما يلي:
ويوجد لدى البنك خطط لتعظيم فوائد الاعتماد على الطاقة النظيفة وزيادة انتاجها بطرق مبتكرة تسهم في تحسين البيئة.
لم يكتف البنك في برنامجه للمسؤولية المجتمعية بتقديم الدعم المادي، إنما يشجع موظفيه على المشاركة في الأنشطة التطوعية، كما يخصص يوماً تطوعياً على الأقل خلال العام يشارك فيه كافة الموظفين.
وشارك موظفو البنك في عدة أنشطةٍ تطوعية أبرزها كانت في شهر رمضان المبارك في إطار برنامج "مشروع إفطار صائم" الذي عمل البنك من خلاله على توفير وجبات الإفطار لما يزيد عن 3000 أسرة في قطاع غزة، للتخفيف عن كاهلها في ظل الظر وف الصعبة التي يعيشها القطاع. وشارك موظفو البنك في أنشطةٍ تطوعية في عدة تكايا خلال الشهر الفضيل في محافظات القدس والخليل ونابلس، حيث ساهموا في توفير مئات وجبات الإفطار للأسر المحتاجة.
ولم تقتصر الأنشطة التطوعية لموظفي البنك على شهر رمضان المبارك، حيث قام موظفو منطقة الشمال بنشاط تطوعي في محافظة سلفيت، عملوا خلاله على تنظيف أماكن عامة وزراعة أشجار داخل مستشفى الشهيد ياسر عرفات وفي محيطه.